المرأة العربية شريك أساسي في مسار التنمية المستدامة

28/10/2010 إلى 30/10/2010

تونس

تحت رعاية وبرئاسة السيدة الفاضلة ليلى بن علي رئيسة منظمة المرأة العربية في دورتها الرابعة (2009- 2011)


تم عقد المؤتمر الثالث للمنظمة والذي استضافته الجمهورية التونسية، دولة رئاسة المنظمة في دورتها الرابعة (2009-2011)، والتي تقدمت بمقترحه الذي وافق عليه المجلس الأعلى للمنظمة في اجتماعه الرابع (تونس، 25/6/2006). وعقد المؤتمرفي الفترة من 28 – 30 أكتوبر/تشرين أول 2010، برئاسة وتحت رعاية السيدة الفاضلة ليلى بن علي رئيسة المنظمة في دورتها الرابعة (2009-2011)، تحت عنوان "المرأة العربية شريك أساسي في مسار التنمية المستدامة".

معالى الدكتورة / هيفاء أبو غزالة

الأمين العام للمجلس الوطني لشؤون الأسرة وعضو المجلس التنفيذي عن المملكة الأردنية الهاشمية

سعادة الأستاذة / لولوة العوضى

أمين عام المجلس الأعلى للمرأة وعضو المجلس التنفيذي عن مملكة البحرين

معالي الوزيرة / نوارة سعدية جعفر

الوزيرة المنتدبة لدي وزير التضامن والأسرة والجالية الجزائرية بالخارج المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة وعضو المجلس التنفيذي عن الجمهورية الجزائرية

سعادة الدكتورة / بشرى كنفاني

مديرة إدارة الإعلام بوزارة الخارجية وعضو المجلس التنفيذي عن الجمهورية العربية السورية

سعادة الأستاذة الدكتورة / فرخندة حسن

أمين عام المجلس القومي للمرأة وعضو المجلس التنفيذي عن جمهورية مصر العربية

الأستاذة الدكتورة / ودودة بدران

المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية

معالي الوزيرة/ ببية بوحنك شيحي

وزيرة شئون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين وعضو المجلس التنفيذي عن الجمهورية التونسية

معالي الوزيرة الدكتورة/ شريفة بنت خلفان اليحيائية

وزيرة التنمية الاجتماعية ورئيسة المجلس التنفيذي عن سلطنة عمان

رئيس الفريق العلمي

أ.د. عبد الباقي الهرماسي

رئيس المجلس الأعلى للاتصال- الجمهورية التونسية

أعضاء الفريق العلمي

د. عائشة التايب كورشيد

الأستاذ المساعد في علم الاجتماع بالمعهد العالي للعلوم الإنسانية- جامعة المنار –الجمهورية التونسية

أ. فوزي بويحيي

مدير بوزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين بالجمهورية التونسية

لقد أثار مفهوم التنمية جدلا و نقاشات كثيرة على جميع المستويات النظرية والعملية والتطبيقية وتناولته عديد المقاربات والدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية من زاوية معينة تختلف باختلاف الميادين و المناهج العلمية الخاصة بها، ومن بين أهم التعريفات يمكن أن نذكر ذلك التعريف الذي مفاده أنّ التنميـة تمثّـل عملية انتقـال بالمجتمعات من حالة ومستـوى أدنـى إلى حالة ومستوى أفضل، ومن نمط تقليدي إلى نمط آخر متقدم كما ونوعـا، بيد أنّنا نلاحظ أنّ أغلب البحوث اتّجهت إلى دراسة التنمية كمسارprocess و  ليس كأداة أو كحالة ويعود ذلك إلى ما تتّسم به عملية التنمية من ديناميكية وتطوّر وتحوّل مستمر تجسيما ومسايرة لاحتياجات المجتمع وتزايدها،

ومن هذا المنطلـق يمكن تقسيـم مفهوم التنميـة إلى مفهوم تقليـدي وآخر حديث ولئن تركز المفهوم التقليـدي للتنمية على الجانب الاقتصـادي وسيـادة منطق السـوق، فقد تعالت أصوات في ظل قصور هذا المفهـوم وما أدّى إليه من أزمات للمناداة بضرورة توسيع مفهوم التنمية ليشمل أهدافا وأبعادا أخرى بالإضافة إلـى الأهداف الاقتصادية كالاستجابة لحاجيات الأفراد وزيادة الاستثمار في بناء قدرات الموارد البشريـة وتدخل أطـراف أخرى فـي هذه العملية كالدولة والمجتمع المدني وتنامي دور المرأة.
وضمن سياق التغيّرات طُرحت العديد من القضايا والأسئلة المركزيـة على غرار:
 

  • ما هي التنمية التي نحتاجها فعلاً؟
  • كيف نستطيع الوصول إلى تنمية حقيقية وشاملة وعادلة بين المناطق والأجيال وبين الجنسين؟
  • كيف يمكن تجسيم معادلة تقيم التنمية حول الإنسان وليس الإنسان حول التنمية؟


وتفاعلا مع هذه التغيرات تنامى في العقد الأخير من القرن الماضي الوعي بقيمة الإنسان، هدفا ووسيلة في منظومة التنمية الشاملة، وفرض مصطلح التنمية البشرية نفسه في الخطاب الاقتصادي والسياسي على مستوى العالم. وقد لعب برنامج الأمم المتحدة للتنمية وتقاريره السنوية عن التنمية البشرية دورا هاما في نشر هذا المصطلح وترسيخه، كما برزت مسألة المحافظـة على رأس المـال الطبيعي أو البيئـي ونقله للأجيال القادمـة في سيـاق هذه التحـولات، وبدت ملامح مفهـوم التنمية المستدامـة تتّضح انطلاقـا من الإقرار بوجود علاقة وطيدة بين الاقتصاد والبيئة و من الإقرار بأنّ الدورة الإنتاجية والاقتصادية لا تمثل بأي حال من الأحـوال "نظامـا مغلقـا"تحكمه معايير كميّة فقط وإنما تمثل مجموعة من المكوّنات والمخرجات تقـوم على الترابط العضوي بين ثلاثيـة: الرأسمال البيئي - والرأسمال الاصطناعي - والإنسان.
وهكذا فقد تبلور ولاسيما خلال السنوات العشر اللاحقة لمؤتمر قمة الأرض 1992، مفهوم التنمية المستدامة كمفهـوم تحظى فيه الجوانب البشرية والاجتماعية والسياسية والثقافية والبيئية بقدر كبيـر من الاهتمـام والتركيز أكثر فأكثر على الإنسان ونوعية الحياة والمحافظة على منظومة البيئـة وكذلك على مشاركة الأفراد والمجموعات في الحياة المدنية والسياسية.

ولئن تمّ تعريف التنمية المستدامة بأنّها تنمية تستجيب لحاجات الأجيال الراهنة دون أن تعرض للخطر قدرة الأجيال القادمة وحقّها في تلبية حاجاتها هي الأخرى، فإنها تبقى مسارا متعدّد المجـالات يعكس قابليـة مجموعـة من السكان على تنمية ثروتها باستمرار، وكذلك تطوير أنماطها الفكرية و قـدرات جميع أفرادها ومؤسساتهـا المجتمعيـة. وبالتـالي، فهي تمثـل بعدا كميـا و نوعيا مترابط المقوّمات ومتكامل الأبعاد،

كما تتميز التنميـة المستدامة ببعدها الاجتماعي والثقافـي والسياسـي، فهي تجعل من النمو وسيلة للتضامن الاجتماعي وإطارا لتكريس خيارات اجتماعية وثقافية واقتصادية تقوم على مبـدأ الشراكـة والمساواة والعدالـة بين الأجيال وبين الجنسين، بقدر ما تقوم على مبدأ المصالحة بين الاقتصاد والبيئة التي تظل المجال الحيوي للبقاء والنماء والرفاه الإنساني.

كما تمثل التنمية المستدامة أفـقا للأمن والسـلام والتنميـة المتضامنـة على المستويين الإقليمي والدولي، باعتبارها قاعدة للحوار بين الشعوب والدول، ومصالحة بين الثقافات ونماذج التنمية المختلفة، فالتنمية المستدامة تعزّز في نهاية المطاف مشاركة ومسؤولية كل القوى، وطنيا وإقليميـا ودوليـا في رفع رهان: "تحقيق مجتمع إنسانـي جديـر بإنسـان القـرن الحـادي والعشريـن

وليس من باب الصدف أن تتزامـن مع هـذه التطورات في الفكـر التنمـوي المعاصـر وتتفاعل معها التطـوّرات المتعلّقة بقضايا النهـوض بوضـع المرأة،وهو التطـور الذي برز عبر سلسلـة من الاتفاقيـات والمؤتمرات العالميـة حول المـرأة التي أكـدت على عناصر أساسية ومحـاور إستراتيجيـة فـي هذه القضية وهي : السلم والمساواة، والتنمية والتمكين وهو ما تجلّى في منهاج عمل بيجين وفي وثيقة الأهداف التنموية للألفية حيث تطورت النظرة إلى المرأة من مجرّد مستحق للدعم والحمايـة إلى فاعل وشريك رئيسي في عملية التنمية بكل أبعادها، شريك في انجازها وفي اتخاذ كل القرارات بشأنها وفي الاستفادة من ثمارها.

وقد واكبت المجتمعات العربية هذه المسارات في ديناميكية حثيثة تعاضدت في إطارها جهود الحكومات ومكوّنات المجتمع المدني بهدف تحقيق النقلة النوعية المنشودة في أوضاع المرأة العربية وهو ما ساهم في تأسيس مرحلة جديدة في مجال الارتقاء بأوضاع المرأة العربية تشريعا وحضـورا في مختلف مجالات التنمية، إلا أن العديد من التقارير والدارسات أبرزت المشكلات التي لا تزال تعاني منها المرأة، والمرتبطة خاصة بالصحة، وفرص التحصيل العلمي، وفرص العمل، ومستوى الدخل، ومستوى المشاركة السياسية. الأمر الذي يؤكد ضرورة تفعيـل تصـور تنموي مستدام تحظـى فيه المرأة بمكانة أساسيـة كشريـك فاعـل.
ولئن شهدت المنطقـة العربية حركية ملموسة في هذا الاتجاه وخاصـة منذ انعقاد أول قمة للمرأة العربية (القاهرة نوفمبر 2000) وتصدّت العديـد من الدراسات واللقاءات والمنتديات والمؤتمرات المنعقدة في إطار منظمة المرأة العربية وآخرها المؤتمر الثاني للمنظمة: حول "المرأة في مفهوم وقضايا أمن الإنسان" (أبو ظبي نوفمبر 2008) بالبحث والتأصيل المعرفي والعملي لأولويات النهوض بأوضاع المرأة، فانّ مقاربة مختلف هذه القضايا والأولويات لا تزال في حاجة إلى مزيد من التعمّق بالبحث من منظور استراتيجي لا سيما من منطلق بُعد ومفهوم التنمية المستدامة بكل ما يحمله هذا المفهوم من أبعاد ودلالات تؤسّس لمسار يكرّس إنسانية الإنسان ويوطّد قيم العدالة والمساواة والحداثة لا كأهداف محدودة في الزمان وإنما كفعل تنموي وممارسات اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية تتّصف بالقـدرة على الاستمرارية و الديمومة وهي مقومات لا محيد عنها لتحرير المجتمعات العربية من كل الكوابت المصطنعة والمعوقات التي تكبّل طاقاتها الإبداعية الخلاّقة ولتمكين المرأة العربية من الاضطلاع بدورها كاملا في مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية.

ويأتي كل ذلك في مرحلة دقيقة يشهد فيها العالم والبلدان العربية تحوّلات عميقة وتواجه فيها الإنسانية تحدّيات كبيرة في ظل عولمـة وثورة تكنولوجية عارمة وأزمة مالية واقتصادية حـادة لم تكن المجتمعـات العربية بمعـزل عن تأثيراتها وتداعياتها المختلفة حيث مرّ العالم العربي بتحوّلات متعدّدة خلال المرحلة السابقة، فقد ارتفع عدد سكانه من 50 مليوناً إلى 325 مليوناً حاليا، وشهدت العديد من المجتمعات العربية نمواً لا سابق له رافقه ازدهار اقتصادي واجتماعي وعمراني وتحوّلات اجتماعية وسياسية وسكانية وثقافية جعلت المنطقة على مفترق طرق تواجه ظروفاً ومشاكل وتحديات تنموية متعدّدة رغم حيازتها لموارد طبيعية غنية وفريدة، فالتغير المناخـي والنمـو والحراك السكاني والهجرة الداخلية والخارجية وعدم التوازن بين الوسطين الحضري والريفي وتنامي النزعة الاستهلاكية وتراجع الاهتمام بالموروث الثقافي ، تتراكم جميعها لتزيد التحديات التنموية للمنطقة تعقيدا.

وتواجه المنطقة العربية تحديات متعدّدة تزداد تفاقما، تعرّض صحة الإنسان إلى أضرار تهدّد حياته نذكـر منها ندرة المياه العذبة وتدهور الأراضي الزراعية والتصحّر وتدهور البيئة الساحلية والبحرية وتلوث الهواء والاحتبـاس الحراري، واستغـلال المـوارد الطبيعية بطريقة لا تضمن استدامتها بالإضافة إلى ما عاشتـه المنطقـة ولا تزال من نزاعـات مسلّحة ومـا انجرّ عنها من انعكاسـات وخيمـة على البشـر والحجـر والمحيط الطبيعـي (والعـدوان الغاشـم على غـزّة مثال على ذلك).

إنّ مجمل هذه الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأيكولوجية تمثل جميعها عوامل سلبية من شأنها أن تعيق مسيرة التنمية وتحدّ من الجهود المبذولة لتقليص دائرة التهميش والفقر ومكافحة الأميـة والأمراض والحـد من البطالة في المجتمعات العربية- حيث يقدر البنك الـدولي التكلفة الناتجة عن تدهور البيئة في العالم العربي من 4% إلى 9% من الناتج المحلـي لبعض الدول العربية مقارنة بـ 2% للدول المتطـورة اقتصاديـاً و5% لدول أوروبا الشرقية.
وممّا لاشك فيـه أنّ هذه الأوضاع والتحديات تؤثر على كل أفـراد المجتمع إلاّ أنها تمس وبدرجة أكبر النساء والأطفـال في كل المجتمعات بمـا في ذلك المجتمعات العربية وهو ما يطرح وبشكل جدي مسألة المـرأة العربية في مسار التنمية المستدامة في صدارة المشاغل والمباحث الملحّـة التي تستوجب مزيدا من الدراسة والتأصيل المعرفي والعملـي كما يطـرح من جهة أخرى مسالة التنمية المستدامة كخيـار لا بديل عنـه للمحافظـة على التوازنات المجتمعية الأساسية وصيانة مكتسبات التقدم المحقّق ولتأميـن أسباب تواصل هذا المسار وتوفير الأرضية الملائمـة لاقتحـام آفاق جديدة من التطوّر الشامل وفق منظور تنمـوي- استراتيجي راشـد وآمـن وعـادل ومستدام.

ومن هنا تتجلّى أهمية هذا الموضوع الذي يتنزّل في صميم اهتمامات منظمة المرأة العربية ويتقاطع مع مختلف برامج ومجالات عملها ومع الاستنتاجات والخلاصات التي توصّلت إليها الدراسات المسحية ومع توصيات المؤتمر الأول والثاني للمنظمـة فضلا عن اندراجـه ضمن التوجهات الكونية لحقوق المرأة والتي عبّرت عنها مختلف المؤتمرات الدوليـة بـدءا من أول مؤتمر عالمي حول المرأة (المكسيك 1975) إلى المؤتمر الرابع (بكين 1995) وما تمخض عن هذا المؤتمر من منهاج عمل ومن مسارات تقييمية (بيكين+5 وبيكين+10) أكدت كلها على حق المرأة في التنميـة كطرف أساسي وشريك فاعل، ولا شك أنّ الظرفية التي ستتميز بها سنة 2010 (بيكين+15) وانعقاد المؤتمر الثالث للمنظمة حول موضوع المرأة العربية والتنمية المستدامة يتيح فرصـة متجـدّدة لمزيد التعمـق في هذه القضايـا ولتأكيـد هذه التوجهات الإستراتيجية.
 

الهدف من المؤتمر

محاور المؤتمر


المحور الاول

المرأة والبعد التربوي والثقافي للتنمية المستدامة

المحور الثاني

المرأة والبعد الاقتصادي للتنمية المستدامة.

المحور الثالث

المرأة والبعد البيئي للتنمية المستدامة.

المحور الرابع

المرأة والبعد الصحي للتنمية المستدامة.

المحور الخامس

المرأة والبعد الاجتماعي للتنمية المستدامة.

المحور السادس

المـرأة العربيـة والمشاركـة في الحياة السياسية والمدنية.

المحور السابع

المرأة والنزاعات المسلحة، أية تنمية المستدامة؟.

المحور الثامن

مائدة مستديرة"المــرأة العربيـة والتنميـة المستدامـة: نحـو رؤيـة عربيـة مشتركـة"

كلمة رئيس / رئيسة المؤتمر


كلمات صاحبات السمو والفخامة السيدات الأول


بقية الكلمات الافتتاحية

الجلسة الأولى: المرأة العربية ولحظات التغيير الحاسمة



الجلسة الثانية: المرأة في مواقع صنع القرار



الجلسة الثالثة: تفعيل دور المرأة في مسارات الاقتصاد الوطني



الجلسة الرابعة: المرأة وبناء السلام



الجلسة الخامسة: المرأة في مواجهة العنف والارهاب


البــيـــان الختـــــامـــي والتــوصيـــــــــات
للمؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية
"المرأة العربية شريك أساسي في مسار التنمية المستدامة"
تــونس – الجمهورية التونسية 28-30 أكتوبر 2010


برعاية السيدة الفاضلة ليلى بن علي  رئيسة منظمة المرأة العربية في دورتها الرابعة (2009- 2011) ، انعقد المؤتمـر الثالث لمنظمة المرأة العربية تحت عنوان"المرأة العربية شريك أساسي في مسار التنمية المستدامة" في تونس خـلال الفـترة من 28 إلى 30 أكتوبر 2010.
وقد شاركت في أعمال المؤتمر السيدات الأول: سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك – دولة الإمارات العربية المتحدة، صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة– مملكة البحرين، السيدة الفاضلة وداد بابكر مضوي – جمهورية السودان، السيدة الفاضلة أمينة عباس – دولة فلسطين، السيدة الفاضلة وفاء سليمان – الجمهورية اللبنانية، السيدة الفاضلة سوزان مبارك – جمهورية مصر العربية. وشاركت بالمؤتمر وفود رسمية من بقية الدول العربية الأعضاء في المنظمة: المملكة الأردنية الهاشمية، الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، الجمهورية العربية السورية، جمهورية العراق، سلطنة عمان، الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى، المملكة المغربية، الجمهورية الإسلامية الموريتانية والجمهورية اليمنية، ووفد رسمي من دولة الكويت الشقيقة. وشاركت وفود من جامعة الدول العربية برئاسة معالي السيد عمرو موسى الأمين العام، ومن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة برئاسة الدكتور عبد العزيز التويجري المدير العام، ومن منظمات عربية وإقليمية ودولية ومنظمات من المجتمع المدني العربي، ووفود شبابية عربية.
وفي الجلسة الافتتاحية، ألقت السيدة الفاضلة ليلى بن علي رئيسة المؤتمر كلمة مرجعية قيّمة أبرزت فيها الحاجة إلى مزيد تطوير أوضاع المرأة العربية إلى الأفضل في إطار مقاربة تقوم على التلازم الوثيق بين الحقوق المدنية والسياسية من ناحية والحقوق الاجتماعية والاقتصادية من ناحية أخري، وأكدت فيها أن الخلاص من ثلاثية الخوف والفقر والتمييز يعتبر من الأركان الأساسية للتنميةالمستدامة، معربة عن ثقتها الكبيرة في قدرة منظمة المرأة العربية والمجتمع المدني العربي على ترسيخ القناعة في مجتمعاتنا بأنه لا استدامة للتنمية في غياب المرأة.
وقد أعربت السيدات الأول في كلماتهن عن اعتقادهنّ في أنه وبالرغم ممّا تحقق من إنجازات على أرض الواقع، فانّه مازال أمام المرأة العربية شوطا كبيرا يتعيّن عليها أن تقطعه.
وقد قامت السيدة الفاضلة ليلى بن علي في الجلسة الختامية للمؤتمر برعاية حفل توقيع اتفاقية تعاون بين منظمة المرأة العربية والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة تجسيدا لأهدافهما المشتركة في النهوض بوضع المرأة وتكريس مسارات التحديث والتطوير.
وقد تناولت فعاليات المؤتمر بالبحث أبعاد ودلالات مفهوم التنمية المستدامة ومساراتها، بهدف بلورة رؤية مستقبلية مشتركة بشأن المستوى المطلوب والمنشود لمشاركة المرأة في مسار التنمية المستدامة.
وحدد المدخل المنهجي الذي طرح على المؤتمر، الإطار النظري والمعرفي لمفهوم التنمية المستدامة من منظور تطوره التاريخي ومن منطلق المقاربات والمعايير الواجب اعتمادها لتكريس الرّفاه الإنساني واستدامة التنمية.
وتدارس المؤتمرون في الجلسات العلمية السبع سبل ترسيخ مبدأ الشراكة بين المرأة والرجل في مختلف مجالات الحياة العامة وذلك بإبراز أهمية دور المرأة العـربية في مسـار التنمية المستدامة سواء على مستوى التصـرّف في الموارد والاستفادة من ثمار التنمية، أو على صعيد صنع القرار.
وتناول المؤتمر بالتحليل أبعاد هذا المفهوم المتعلقة بالثقافة والتربية والصحة والبيئة والاقتصاد والسياسات الاجتماعية والنزاعات المسلحة والمشاركة في الحياة السياسية والعامة.
كما ساهم الشباب العربي في فعاليات هذا المؤتمر ضمن جلسة خاصة تركّزت على عرض رؤيته لدور المرأة العربية في مسار التنمية المستدامة.
واُختتمت الجلسات العلمية بمائدة مستديرة طرحت برنامج عمل مستقبلي للتمكين الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي والقانوني للمرأة العربية، ولصياغة رؤية عربية مشتركة بهدف الإقرار بدور المرأة كشريك فاعل وأساسي في تحقيق التنمية المستدامة والارتقاء بإمكاناتها للنهوض بهذا الدور.
وثمّن المؤتمر ما تحقّق للمرأة العربية من انجازات هامة لا سيما على صعيد التعليم والعمل والمشاركة في الحياة العامة، كما ناقش التحديات التي لا تزال تعيق المرأة العربية وسبل مواجهتها.
وأكد المؤتمر على خصوصية المرحلة الدقيقة التي يشهد فيها العالم تحوّلات عميقة وتحدّيات كبيرة في ظل العولمة والثورة التكنولوجية والأزمة المالية الحادة التي لم تكن المجتمعات العربية بمنأى عن تأثيراتها وتداعياتها، وهو ما يطرح وبشكل جدي مسألة التنمية المستدامة كخيار لا بديل عنه للمحافظة على التوازنات المجتمعية الأساسية في محيط حضاري وعالمي متغير. وبناء على ذلك، أكد المشاركون أنّ تمكين المرأة العربية شرط أساسي لإرساء ركائز التنمية المستدامة في البلاد العربية.
وأكد المشاركون على محورية دور الدولة في الارتقاء بأوضاع المرأة في كافة جوانبها، وأهمية إرساء الشراكات الفاعلة والتعاون الايجابي بين الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
وبناء على ما سبق، أوصى المؤتمر بما يلي:
  1. اعتماد مقاربة النوع الاجتماعي(احتياجات المرأة) في الخطط والموازنات والبرامج التنموية العربية.
  2. العمل على نشر ثقافة حقوق الإنسان والمواطنة بما يضمن المساواة بين المرأة والرجل ويساعد على التصدي للتطرف والانغلاق.
  3. تعزيز مسار الإصلاح التشريعي في الدول العربية وسدّ الفجوة بين النص والممارسة بما يصون حقوق المرأة في الحياة العامة والخاصة ويرتقي بدورها كشريك اقتصادي واجتماعي وسياسي فاعل.
  4. التأكيد على حق المرأة في تنمية صحية وفق برامج تراعي خصوصياتها واحتياجاتها وتوفير الخدمات المساندة في مختلف مواقع تواجدها.
  5. تأكيد أهمية مشاركة المرأة العربية في تأصيل ثقافة بيئية وتنمـوية مستـدامة.
  6. إحداث جائزة لأفضل جمعية نسائية عاملة في مجال حماية البيئة بمبادرة من السيدة الفاضلة ليلى بن علي جاءت في كلمتها الافتتاحية
  7. إحداث منتدى دوري للحرفيات العربيات ودعم التشبيك بين المؤسسات والخبرات النسائية العربية بما يسمح بالترويج لمنتجاتهن.
  8. التأكيد على أهمية تمثيل المرأة في جميع مستويات صنع القرار الخاص ببناء السلام ومنع النزاعات.
وفي الأخير حذّر المؤتمر من الآثار السلبية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية على مسار التنمية وحرمان المرأة من الاستفادة منها باعتبار المرأة المتأثر الأول من حالات النزاع والحروب ومن العنف الجنسوي. ودعا المؤتمر إلى ضرورة الاستفادة من طاقات المرأة ومساندتها لدفع عملية التنمية المستدامة المبنية على العدالة والمساواة.
وأمام النجاح الذي حققته الجلسة الخاصة بالشباب العربي، وبناء على ما لمسته السيدات الأول من رؤية حداثية للشباب حول دور المرأة وإسهامها الفاعل في بناء مسيرة تقدم مجتمعاتها، باركن مقترح سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بإنشاء لجنة دائمة للشباب العربي صلب منظمة المرأة العربية بهدف مزيد تشريك الشباب العربي في تناول وتدارس قضايا أوطانه ومستقبلها.
كما باركت السيدات الأول مقترح السيدة الفاضلة سوزان مبارك بإحداث يوم عربي للشباب العربي، يوم السابع من الشهر السابع من كل سنة، يكون خير فرصة لمتابعة مشاغل الشباب العربي والإصغاء إلى مواقفه ورؤاه حول قضايا وطنه وتحديات عصره وسبل مواجهتها ببصيرة واقتدار.